فصل: تفسير المفردات:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{وَأَنَابَ} أي: رجوع إلى الله بالتوبة من جميع المخالفات التي هي الزلات وما كان من قبيل ترك الأولى والأفضل لأن حسنات الأبرار سيئات المقربين.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي عليه السلام سجد في {ص} وقال: «سجدها داود توبة ونسجدها شكرًا».
وهذه السجدة من عزائم السجود عند أبي حنيفة ومالك رحمهما الله وكل منهما على أصله، فأبو حنيفة يقول: هي واجبة. ومالك: هي فضيلة عند الشافعي وأحمد سجدة شكر تستحب في غير الصلاة فلو سجد بها في الصلاة بطلت عندهما كما في فتح الرحمن. يقال لها: سجدة الشكر في حضرة الأنوار؛ لأن داود سجدها شكرًا.
{فَغَفَرْنَا لَه ذَلِكَ} أي: ما استغفر منه، وكان ذلك في شهر ذي الحجة كما في بحر العلوم، وروي، أنه عليه السلام بقي في سجوده أربعين يومًا وليلة لا يرفع رأسه لصلاة مكتوبة أو لما لابد منه، ولا يرقأ دمعه حتى نبت منه العشب حول رأسه ولم يشرب ماء إلا ثلثاه دمع وجهد نفسه راغبًا إلى الله في العفو عنه حتى كاد يهلك واشتغل بذلك عن الملك حتى وثب ابن له يقال له: إيشا على ملكه فاجتمع إليه أهل الزيغ من بني إسرائيل، فلما نزلت توبته بعد الأربعين وغفر له حاربه فهزمه.
وقد قال نبينا عليه السلام: «إذا بويع لخليفتين»؛ أي: لأحدهما أولًا وللآخر بعده: «فاقتلوا الآخر منهما»، لأنه كالباغي هذا إذا لم يندفع إلا بقتله.
{وَإِنَّ لَهُ} أي: داود {عِندَنَا لَزُلْفَى} لقربة وكرامة بعد المنفرة كما وقع لآدم عليه السلام.
والزلفى: القربة والإزلاف: التقريب.
والازدلاف: الاقتراب ومنه سميت المزدلفة لقربها من الموقف.
وعن مالك بن دينار في قوله: {وَإِنَّ لَهُ}. إلخ. يقول الله تعالى لداود عليه السلام وهو قائم بساق العرش يا داود مجدني بذلك الصوت الرخيم اللين، فيقول: كيف وقد سلبتنيه في الدنيا فيقول: إني أرده عليك فيرفع داود صوته بالزبور، فيستفرغ نعيم أهل الجنة كما في الوسيط.
{وَحُسْنَ مَآبٍ} حسن مرجع في الجنة.
وفي كشف الأسرار: هو الجنة يعني الجنة هي مآب الأنبياء والأولياء.
وأصل هذه القصة:
أن داود عليه السلام رأى امرأة رجل يقال له: أوريا بن حنانا، ويقال لها: بنشاوع أو بنشاويع بنت شايع، فمال قلبه إليها وابتلي بعشقها وحبها من غير اختيار منه كما ابتلي نبينا عليه السلام بزينب رضي الله عنها لما رآها يومًا حتى قال: يا مقلب القلوب فسأله داود أن يطلقها فاستحى أن يرده ففعل فتزوجها وهي أم سليمان عليه السلام، وكان ذلك جائزًا في شريعته معتادًا فيما بين أمته غير مخل بالمروءة حيث كان يسأل بعضهم بعضًا أن ينزل عن امرأته، فيتزوجها إذا أعجبته خلا أنه عليه السلام لعظم منزلته وارتفاع مرتبته، وعلو شأنه نبه بالتمثيل على أنه لم يكن ينبغي له أن يتعاطى ما يتعاطاه آحاد أمته، ويسأل رجلًا ليس له إلا امرأة واحدة أن ينزل عنها، فيتزوجها مع كثرة نسائه، بل كان يجب عليه أن يصبر على ما امتحن به، كما صبر نبينا عليه السلام حتى كان طالب الطلاق هو زوج زينب، وهو المذكور في سورة الأحزاب لا هو عليه السلام؛ أي: لم يكن هو عليه السلام طالب الطلاق.
قال البقلي: عشق داود عليه السلام لعروس من عرائس الحق حين تجلى الحق منها له؛ فإنه كان عاشق الحق فسلاه بواسطة من وسائطه.
وهذه القصة تسلية لقلب نبينا عليه الصلاة السلام، حيث أوقع الله في قلبه محبة زينب، فضاق صدره، فقال سبحانه: {سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا} [الإسراء: 77]، وفرح بذلك وزاد له محبة الله والشوق إلى لقائه.
قال أبو سعيد الخراز قدس سره زلات الأنبياء في الظاهر زلات وفي الحقيقة كرامات وزلفى ألا تَرى إلى قصة داود حين أحس بأوائل أمره كيف استغفر وتضرع ورجع، فكان له بذلك عنده زلفى وحسن مآب صدق أبو سعيد فيما قال؛ لأن بلاء الأنبياء والأولياء لا ينقص اصطفائيتهم بل يزيدهم شرفًا على شرفهم، وذلك لأن مقام الخلافة مظهر الجمال والجلال، فيتحقق تجليات الجلال بالافتتان والابتلاء.
وفي ذلك ترق له كما قال في التأويلات النجمية: إن من شأن النبي والولي أن يحكم كل واحد منهم بين الخصوم بالحق كما ورد الشرع به بتوفيق الله وأن الواجب عليهم أن يحكموا على أنفسهم بالحق كما يحكمون على غيرهم كما قال تعالى: {كُونُوا قَواَّمِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ} [النساء: 135].
فلما تنبه داود أنه ما حكم على نفسه بالحق كما حكم على غيره استغفر ورجع إلى ربه متضرعًا خاشعًا باكيًا بقية العمر معتذرًا عما جرى عليه، فتقبل الله منه ورحم عليه وعفا عنه كما قال: {فَغَفَرْنَا لَه ذَلِكَ وَإِنَّ لَه عِندَنَا لَزُلْفَى} أي: لقربة بكل تضرع وخضوع وخشوع وبكاء وأنين وحنين وتأوه صدر منه لهذه المراجعات {وَحُسْنَ مَاَابٍ} عندنا. انتهى.
وفي الحديث: «أوحى الله تعالى إلى داود يا داود قل للعاصين أن يسمعوني ضجيج أصواتهم، فإني أحب أن أسمع ضجيج العاصين إذا تابوا إليّ يا داود، لن يتضرع المتضرعون إلى من هو أكرم مني ولا يسأل السائلون أعظم مني جودًا، وما من عبد يطيعني إلا وأنا معطيه قبل أن يسألني ومستجيب له، قبل أن يدعوني وغافر له قبل أن يستغفرني».
^وقد أنكر القاضي عياض ما نقله المؤرخون والمفسرون في هذه القصة، وهي قولهم فيها.
ونقل عن ابن عباس وابن مسعود رضي الله عنهم: أنهما قالا ما زاد داود على أن قال للرجل: انزل لي عن امرأتك وأكفلنيها، فعاتبه الله على ذلك ونبه عليه وأنكر عليه شغله بالدنيا.
قال: وهذا هو الذي ينبغي أن يعول عليه من أمره- وحكى- بعضهم أن أوريا كان خطب تلك المرأة: يعني أوريا آن زن را خطبه كره بود أورا بخواسته واز قوم وي أجابت يافته ودل بروى نهاده فأما عقد نكاح هنوز نرفته بود فلما غاب أوريا يعني بغزا رفت.
وكان من غزاة البلقاء ثم خطبها داود فزوجت منه لجلال قدره، فاغتم لذلك أوريا، فعاتبه الله على ذلك، فكان ذنبه أن خطب على خطبة أخيه المسلم مع عدم احتياجه؛ لأنه كانت تحت نكاحه وقتئذٍ تسع وتسعون امرأة، ولم يكن لأوريا غير من خطبها.
يقول الفقير: دلّ نظم القرآن على الرواية فقوله: {أَكْفِلْنِيهَا} دلّ على أنها كانت تحت نكاح أوريا.
وأيضًا دل لفظ: {الْخَصْمِ} على أن أوريا بصدد الخصام، ولا يكون بهذا الصدد إلا بكونها تحت نكاحه مطلوبة منه بغير حسن رضاه وصفاء قلبه ومجرد جواز استنزال الرجل عن امرأته في شريعتهم لا يستلزم جواز الجبر، فلما طلقها أوريا استحياء من داود بقيت الخصومة بينه وبين داود إذ كان كالجبر كما دلّ: {وَعَزَّنِى في الْخِطَابِ} فكان السائل العزيز الغالب فهاتان الروايتان أصح ما ينقل في هذه القصة، فإنهم وإن أكثروا القول فيها لكن الأنبياء منزهون عما يشين بكمالهم أو لا يزين بجمالهم خصوصًا عما يقوله القصاص من حديث قتل أوريا وسببية داود في ذلك بتزوج امرأته.
ولذلك قال علي رضي الله عنه: من حدّث بحديث داود عليه السلام على ما يرويه القصاص جلدته مائة وستين، وذلك حدّ الفرية على الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين.
وفي الفتوحات المكية في الباب السابع والخمسين بعد المائة: ينبغي للواعظ أن يراغب الله في وعظه ويجتنب عن كل ما فيه تجر على انتهاك الحرمات مما ذكره المؤرخون عن اليهود من ذكر زلات الأنبياء كداود ويوسف عليهما السلام مع كون الحق أثنى عليهم واصطفاهم، ثم الداهية العظمى أن يجعل ذلك في تفسير القرآن.
ويقول: قال المفسرون: كذا وكذا مع كون ذلك كله تأويلات فاسدة بأسانيد واهية عن قوم غضب الله عليهم، وقالوا في الله ما قصه الله علينا في كتابه، وكل واعظ ذكر ذلك في مجلسه مقته الله وملائكته لكونه ذكر لمن في قلبه مرض من العصاة حجة يحتجّ بها.
ويقول: إذا كان مثل الأنبياء في مثل ذلك، فأي شيء أنا فعلم أن الواجب على الواعظ ذكر الله وما فيه تعظيمه وتعظيم رسله وعلماء أمته وترغيب الناس في الجنة وتحذيرهم من النار وأهوال الموقف بين يدي الله تعالى، فيكون مجلسه كله رحمة. انتهى كلام الفتوحات على صاحبه أعلى التجليات.
قال الشيخ الشعراني قدس سره في الكبريت الأحمر: وكذلك لا ينبغي له أن يحقق المناط في نحو قوله تعالى: {وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ انفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: 159].
ولا نحو قوله: {مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الاخِرَةَ} [آل عمران: 152].
وقوله: {وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَآئنَةٍ مِّنْهُمْ إِلا قَلِيلا مِّنْهُمْ} [لمائدة: 13].
فإن العامة إذا سمعوا مثل ذلك استهانوا بالصحابة ثم احتجوا بأفعالهم. انتهى كلامه.
قال حجة الإسلام الغزالي رحمه الله: يحرم على الواعظ وغيره رواية مقتل الحسين رضي الله عنه وحكاية ما جرى بين الصحابة من التشاجر والتخاصم، فإنه يهيج بغض الصحابة والطعن فيهم وهم أعلام الدين، وما وقع بينهم من المنازعات، فيحمل على محامل صحيحة، فلعل ذلك الخطأ في الاجتهاد لا لطلب الرياسة أو الدنيا، كما لا يخفى. انتهى.
والحاصل: أن معاصي الخواص ليست كمعاصي غيرهم بأن يقعوا فيها بحكم الشهوة الطبيعية، وإنما تكون معاصيهم بالخطأ في التأويل، فإذا أظهر الله لهم فساد ذلك التأويل الذي أداهم إلى ذلك الفعل حكموا على أنفسهم بالعصيان، وتابوا ورجعوا إلى حكم العزيز المنان. اهـ.

.قال المراغي:

{وَهَلْ أَتاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ (21)}.

.تفسير المفردات:

هل: هنا كلمة يراد منها التعجيب والتشويق إلى سماع ما يرد بعدها، والخصم: جماعة المخاصمين ويستعمل للمفرد والجمع مذكرا ومؤنثا قال الشاعر:
وخصم عضاب ينفضون لحاهم ** كنفض البرازين العراب المخاليا

وتسوروا: أي أتوه من أعلى السور ودخلوا إلى المنزل، والمحراب: الغرفة التي كان يتعبد فيها ويشتغل بطاعة ربه، والفزع: انقباض ونفار يعترى الإنسان من شيء مخيف، بغى: أي جار وظلم، ولا تشطط: أي لا تبعد عن الحق ولا تجر في الحكومة، سواء الصراط: أي وسط الطريق، والنعجة أنثى الضأن ويكنى بها عن المرأة كما قال عنترة:
يا شاة ما قنص لمن حلّت له ** حرمت علىّ وليتها لم تحرم

فبعث جاريتى فقلت لها اذهبي ** فتحسّسى أخبارها لى واعلم

قالت رأيت من الأعادى غرّة ** والشاة ممكنة لمن هو مرتمى

أكفلنيها: أي ملكنيها، وأصل ذلك اجعلنى أكفلها كما أكفل ما تحت يدى، وعزّنى: أي غلبنى، وفي المثل: من عزّ بزّ أي من غلب سلب.
وقال الشاعر:
قطاة عزّها شرك فباتت ** تجاذبه وقد علق الجناح

فى الخطاب: أي في مخاطبته إياى ومحاجته، إذ قد أتى بحجاج لم أستطع رده، والخلطاء: هم المعارف أو الأعوان ممن بينهم ملابسة شديدة وامتزاج: واحدهم خليط، فتنّاه: أي ابتليناه، خر: أي سقط، راكعا: أي ساجدا وقد يعبر بالركوع عن السجود، قال الشاعر:
فخرّ على وجهه راكعا ** وتاب إلى اللّه من كل ذنب

وأناب: أي رجع إلى ربه، والزلفى: القرب من اللّه، والمآب: المرجع.

.المعنى الجملي:

بعد أن مدح سبحانه داود وأثنى عليه بما سلف- أردف ذلك ذكر نبأ عجيب من أنبائه، مشوّقا إليه السامع، ومعجّبا له.

.الإيضاح:

{وَهَلْ أَتاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ إِذْ دَخَلُوا عَلى داوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قالُوا لا تَخَفْ خَصْمانِ بَغى بَعْضُنا عَلى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنا إِلى سَواءِ الصِّراطِ} أي هل علمت ذلك النبأ العجيب، نبأ الجماعة الذين تسلّقوا سور غرفة داود ودخلوا عليه وهو مشتغل بعبادة ربه في غير وقت جلوسه للحكم، وحين رآهم فزع منهم ظنا منه أنهم جاءوا لاغتياله، إذ كان منفردا في محرابه للعبادة، فقالوا له:
لا تخف منا، نحن اثنان جار بعضنا على بعض فاحكم بيننا حكما عادلا ولا تجر واهدنا إلى الطريق السوىّ، ولا تشطط في الحكومة.
ثم فصّلوا موضع الخصومة فقالوا: {إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ فَقالَ أَكْفِلْنِيها وَعَزَّنِي فِي الْخِطابِ} أي إن أخى هذا يملك تسعا وتسعين شاة وأملك شاة واحدة، فقال ملكنيها وغلبنى في المحاجة، فجاء بحجج لم أطق لها ردّا ولا دفعا.
ثم ذكر سبحانه حكم داود في الواقعة فقال: {قالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ إِلى نِعاجِهِ} أي قال داود بعد أن أقرّ المدعى عليه بما قال المدّعى: لقد ظلمك بطلبه منك إضافة نعجتك إلى نعاجه.
ثم استطرد إلى بيان أن الظلم من شيمة الإنسان فقال: {وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَقَلِيلٌ ما هُمْ} أي وإن كثيرا ممن يتعاملون معا يجور بعضهم على بعض حين التعامل كما قال المتنبي:
والظلم من شيم النفوس فإن تجد ** ذا عفّة فلعلّة لا يظلم

إلا من يخافون ربهم ويؤمنون به ويعملون صالح الأعمال، فإن نفوسهم تعزف عن الظلم، وترعوى خشية من خالقها، وما أقل هؤلاء عددا، وأندرهم وجودا كما قال: {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ}.
ثم ذكر أن داود كان قد ظن أنهما قد جاءا للاغتيال ثم تبين له غير ما كان قد ظن فقال: {وَظَنَّ داوُدُ أَنَّما فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ راكِعًا وَأَنابَ} أي وظن داود أن دخولهما عليه في ذلك الوقت ومن تلك الجهة ابتلاء من اللّه تعالى لأجل أن يغتالوه، فلم يقع ما كان قد ظنه فاستغفر ربه من ذلك الظن إذ لم يقع ما كان قد ظنه فخرّ ساجدا ورجع إلى ربه طالبا منه المغفرة لما فرط منه.
ثم بين أنه أجاب طلبه وغفر له إنه كان غفورا رحيما فقال: {فَغَفَرْنا لَهُ ذلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى وَحُسْنَ مَآبٍ} أي فغفرنا له ما وقع منه من ذلك الظن، وإنه لمن المقر بين لدينا وله حسن المرجع وهو النعيم في الجنة.